نقصهما في الجسم خطر أيضاً
الملح والسكر.. الإفراط فيهما يسبب السكري والضغط المرتفع
''تجنب الإكثار منهما''.. عبارة تتكرر كثيرا. ربما نسمعها من أحد الأطباء أو العاملين في المجال الصحي، أو من مرضى تجاوزوا الأربعين من العمر وهم يشتكون مما يسمى سموم البدن كما هو معروف بالمفهوم الشعبي.
أما المقصود بتلك العبارة فإنهما الملح والسكر وهما مادتان أساسيتان للحياة، لا يمكن الاستغناء عنهما، ولا تطيب الحياة والصحة دونهما. ويرجع المفهوم الشائع والخاطئ لاعتبارهما سموم البدن إلى ارتباطهما الوثيق بمرضين خطيرين يؤرقان البشرية ويحصدان ملايين البشر سنويا. إنهما مرض السكري ومرض ارتفاع ضغط الدم اللذان يعتبران من أكثر أسباب الوفيات في العالم، وترصد الدول موازنات ضخمة لعلاج المرضى المصابين بهما، بالإضافة إلى ما يفرضه ذلك من موازنة خاصة وكبيرة على المريض ذاته.
رغم هذا المفهوم الشائع فإن النظرة العلمية لا تتفق مع تسميتهما بسموم البدن لأن السم يكون خطيرا ومميتا في حالة أخذه بجرعة معينة، لكن بالنسبة للسكر والملح فإن نقصهما في الجسم يؤدي أيضا إلى أمراض خطرة لا يقل أذاها عن المرضين السابق ذكرهما، لكن هذه الأمراض ليست شائعة الوجود مثل مرضي السكري وارتفاع ضغط الدم.
إذا قصرنا الحديث على المرضين المرتبطين بهاتين المادتين سيكون التركيز على مرضى السكري المصابين بارتفاع ضغط الدم، فالملح معروف بعلاقته الكبيرة بالإصابة بارتفاع ضغط الدم وبكونه أحد الأسباب الأساسية للإصابة به، وينصح دائما بالتقليل منه عند مرضى ارتفاع الضغط والقلب والكلى وكبار السن وغيرهم.
الملح المقصود هنا هو ملح الصوديوم الذي يشكل 99 % من ملح الطعام ويكون بشكل كلوريد الصوديوم. يحتوي ملح الطعام بالإضافة إلى الصوديوم على أملاح البوتاسيوم والكالسيوم واليود لكن بتركيز قليل جدا.
أما بالنسبة للسكر فمن اسمه يظهر ارتباطه الكبير بمرض السكري الذي يتميز بارتفاع معدل السكر بالدم.
ارتفاع الضغط لدى مرضى السكري
المعروف أن مرض السكري من أكثر الأمراض انتشارا في العالم، يقدر عدد المصابين به بنحو 10% من عدد سكان العالم، علما أن نسبة الإصابة تختلف بين دولة وأخرى، إلا أن انتشاره في الوطن العربي من أعلى النسب في العالم، فتبلغ نسبته 24% في الإمارات، 16% في السعودية، 12% عمان، و10% في كل من مصر والبحرين. كما تصل نسبته في الولايات المتحدة إلى 10% أيضاً. وتشكل هذه النسب العالية كارثة محلية للمجتمع.
هناك نوعان رئيسيان لمرض السكري: النوع الأول يصيب الأطفال ويقدر عدد المصابين به بـ 10% من المصابين بالسكري، أما النوع الثاني فيصيب البالغين ونسبة المصابين به نحو 90%، وهناك أنواع أخرى منها سكر الحمل الذي يظهر أثناء فترة حمل المرأة، ويظهر عادة بعد الشهر الرابع من الحمل. يحصل مرض السكري نتيجة نقص أو انعدام إفراز هرمون الأنسولين من قبل خلايا بيتا في جزر لانكرهانز الموجودة على البنكرياس، ويعمل الأنسولين على إدخال سكر العنب (الجلوكوز) إلى داخل الخلايا من أجل استهلاكه والحصول على الطاقة.
إن هذا النقص أو الانعدام في هرمون الأنسولين يؤدي إلى زيادة نسبة السكر في الدم مما يؤدي مع مرور الوقت إلى مضاعفات خطيرة كأمراض القلب والجهاز العصبي واعتلال شبكية العين وتلف في الكليتين، بالإضافة إلى جعل الجسم عرضة للإصابات الجرثومية والفطرية. هذه بعض المعلومات العامة نوعا ما والتي تعرفها النسبة الأكبر من المرضى المصابين بالسكري. أما ما قد يجهله الكثير من هؤلاء المرضى فهو الارتباط الكبير بين هذا المرض وارتفاع ضغط الدم، حيث يصل عدد المصابين بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم معا إلى نحو 70% من مرضى السكري.
وتشير التقارير إلى أن أكثر من 65% من مرضى السكري يموتون نتيجة أمراض القلب والسكتة الدماغية، التي تعتبر من مضاعفات ارتفاع ضغط الدم. بالإضافة إلى أن معدل إصابة مرضى السكري بارتفاع الضغط هو ضعف عدد غير المصابين بمرض السكري.
خطورة التشخيص المتأخر
أشار تقرير عرض العام 2000 في ملتقى جمعية السكري الأمريكية أن 71% من مرضى السكري مصابون بارتفاع ضغط الدم، وأن 12% فقط هم ممن يسيطرون على ضغطهم بشكل طبيعي.
إن ارتفاع ضغط الدم يطلق عليه أحيانا ''القاتل الصامت'' بسبب عدم وجود أعراض خاصة به، وفي حالات كثيرة لا يشخص المرض إلا بعد أن تظهر المضاعفات إثر الإصابة به. علما أن 90% من المصابين بارتفاع ضغط الدم لا يعرفون سببا لأصابتهم. هناك الكثير من الأسباب التي يعزى إليها الإصابة بهذين المرضين، السكري وارتفاع الضغط، منها عامل الوراثة أو الإجهاد والتوتر أو القلق. إضافة إلى الأسباب الأخرى التي تعتبر وظيفية أو خاصة بكل مرض.
يعتبر ارتفاع ضغط الدم المستمر وغير المسيطر عليه عاملا أساسيا في تطور مضاعفات مرض السكري المتمثلة في اعتلال شبكية العين، وخلل في وظائف الكلى، وأمراض الشريان التاجي، واختلال الأوعية الطرفية (في الساقين والذراعين). أثبت ذلك من خلال النتائج التي تم الحصول عليها من اختبارات تمت السيطرة فيها على ضغط الدم عند المستوى الطبيعي لدى بعض المرضى.
من أجل تشخيص دقيق وصحيح لارتفاع الضغط لابد أن تتم عملية قياس الضغط عدة مرات ولأيام متتابعة، فإذا لوحظ استمرار الضغط مرتفعا كان ذلك مؤشرا لضرورة العلاج.
إن الهدف من علاج ارتفاع ضغط الدم هو المحافظة على القياس أقل من 140/90 ملم زئبق. أما عند مرضى السكري فيجب المحافظة على القياس أقل من 130/80 ملم زئبق، لأن القياس الأعلى من ذلك يعني الإصابة بارتفاع الضغط ويتوجب وصف العلاج لخفضه، بالإضافة إلى المتابعة المستمرة لمراقبة ضغط الدم، وإجراء كل الاختبارات الدورية لتجنب المضاعفات.
الملح والسكر.. الإفراط فيهما يسبب السكري والضغط المرتفع
''تجنب الإكثار منهما''.. عبارة تتكرر كثيرا. ربما نسمعها من أحد الأطباء أو العاملين في المجال الصحي، أو من مرضى تجاوزوا الأربعين من العمر وهم يشتكون مما يسمى سموم البدن كما هو معروف بالمفهوم الشعبي.
أما المقصود بتلك العبارة فإنهما الملح والسكر وهما مادتان أساسيتان للحياة، لا يمكن الاستغناء عنهما، ولا تطيب الحياة والصحة دونهما. ويرجع المفهوم الشائع والخاطئ لاعتبارهما سموم البدن إلى ارتباطهما الوثيق بمرضين خطيرين يؤرقان البشرية ويحصدان ملايين البشر سنويا. إنهما مرض السكري ومرض ارتفاع ضغط الدم اللذان يعتبران من أكثر أسباب الوفيات في العالم، وترصد الدول موازنات ضخمة لعلاج المرضى المصابين بهما، بالإضافة إلى ما يفرضه ذلك من موازنة خاصة وكبيرة على المريض ذاته.
رغم هذا المفهوم الشائع فإن النظرة العلمية لا تتفق مع تسميتهما بسموم البدن لأن السم يكون خطيرا ومميتا في حالة أخذه بجرعة معينة، لكن بالنسبة للسكر والملح فإن نقصهما في الجسم يؤدي أيضا إلى أمراض خطرة لا يقل أذاها عن المرضين السابق ذكرهما، لكن هذه الأمراض ليست شائعة الوجود مثل مرضي السكري وارتفاع ضغط الدم.
إذا قصرنا الحديث على المرضين المرتبطين بهاتين المادتين سيكون التركيز على مرضى السكري المصابين بارتفاع ضغط الدم، فالملح معروف بعلاقته الكبيرة بالإصابة بارتفاع ضغط الدم وبكونه أحد الأسباب الأساسية للإصابة به، وينصح دائما بالتقليل منه عند مرضى ارتفاع الضغط والقلب والكلى وكبار السن وغيرهم.
الملح المقصود هنا هو ملح الصوديوم الذي يشكل 99 % من ملح الطعام ويكون بشكل كلوريد الصوديوم. يحتوي ملح الطعام بالإضافة إلى الصوديوم على أملاح البوتاسيوم والكالسيوم واليود لكن بتركيز قليل جدا.
أما بالنسبة للسكر فمن اسمه يظهر ارتباطه الكبير بمرض السكري الذي يتميز بارتفاع معدل السكر بالدم.
ارتفاع الضغط لدى مرضى السكري
المعروف أن مرض السكري من أكثر الأمراض انتشارا في العالم، يقدر عدد المصابين به بنحو 10% من عدد سكان العالم، علما أن نسبة الإصابة تختلف بين دولة وأخرى، إلا أن انتشاره في الوطن العربي من أعلى النسب في العالم، فتبلغ نسبته 24% في الإمارات، 16% في السعودية، 12% عمان، و10% في كل من مصر والبحرين. كما تصل نسبته في الولايات المتحدة إلى 10% أيضاً. وتشكل هذه النسب العالية كارثة محلية للمجتمع.
هناك نوعان رئيسيان لمرض السكري: النوع الأول يصيب الأطفال ويقدر عدد المصابين به بـ 10% من المصابين بالسكري، أما النوع الثاني فيصيب البالغين ونسبة المصابين به نحو 90%، وهناك أنواع أخرى منها سكر الحمل الذي يظهر أثناء فترة حمل المرأة، ويظهر عادة بعد الشهر الرابع من الحمل. يحصل مرض السكري نتيجة نقص أو انعدام إفراز هرمون الأنسولين من قبل خلايا بيتا في جزر لانكرهانز الموجودة على البنكرياس، ويعمل الأنسولين على إدخال سكر العنب (الجلوكوز) إلى داخل الخلايا من أجل استهلاكه والحصول على الطاقة.
إن هذا النقص أو الانعدام في هرمون الأنسولين يؤدي إلى زيادة نسبة السكر في الدم مما يؤدي مع مرور الوقت إلى مضاعفات خطيرة كأمراض القلب والجهاز العصبي واعتلال شبكية العين وتلف في الكليتين، بالإضافة إلى جعل الجسم عرضة للإصابات الجرثومية والفطرية. هذه بعض المعلومات العامة نوعا ما والتي تعرفها النسبة الأكبر من المرضى المصابين بالسكري. أما ما قد يجهله الكثير من هؤلاء المرضى فهو الارتباط الكبير بين هذا المرض وارتفاع ضغط الدم، حيث يصل عدد المصابين بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم معا إلى نحو 70% من مرضى السكري.
وتشير التقارير إلى أن أكثر من 65% من مرضى السكري يموتون نتيجة أمراض القلب والسكتة الدماغية، التي تعتبر من مضاعفات ارتفاع ضغط الدم. بالإضافة إلى أن معدل إصابة مرضى السكري بارتفاع الضغط هو ضعف عدد غير المصابين بمرض السكري.
خطورة التشخيص المتأخر
أشار تقرير عرض العام 2000 في ملتقى جمعية السكري الأمريكية أن 71% من مرضى السكري مصابون بارتفاع ضغط الدم، وأن 12% فقط هم ممن يسيطرون على ضغطهم بشكل طبيعي.
إن ارتفاع ضغط الدم يطلق عليه أحيانا ''القاتل الصامت'' بسبب عدم وجود أعراض خاصة به، وفي حالات كثيرة لا يشخص المرض إلا بعد أن تظهر المضاعفات إثر الإصابة به. علما أن 90% من المصابين بارتفاع ضغط الدم لا يعرفون سببا لأصابتهم. هناك الكثير من الأسباب التي يعزى إليها الإصابة بهذين المرضين، السكري وارتفاع الضغط، منها عامل الوراثة أو الإجهاد والتوتر أو القلق. إضافة إلى الأسباب الأخرى التي تعتبر وظيفية أو خاصة بكل مرض.
يعتبر ارتفاع ضغط الدم المستمر وغير المسيطر عليه عاملا أساسيا في تطور مضاعفات مرض السكري المتمثلة في اعتلال شبكية العين، وخلل في وظائف الكلى، وأمراض الشريان التاجي، واختلال الأوعية الطرفية (في الساقين والذراعين). أثبت ذلك من خلال النتائج التي تم الحصول عليها من اختبارات تمت السيطرة فيها على ضغط الدم عند المستوى الطبيعي لدى بعض المرضى.
من أجل تشخيص دقيق وصحيح لارتفاع الضغط لابد أن تتم عملية قياس الضغط عدة مرات ولأيام متتابعة، فإذا لوحظ استمرار الضغط مرتفعا كان ذلك مؤشرا لضرورة العلاج.
إن الهدف من علاج ارتفاع ضغط الدم هو المحافظة على القياس أقل من 140/90 ملم زئبق. أما عند مرضى السكري فيجب المحافظة على القياس أقل من 130/80 ملم زئبق، لأن القياس الأعلى من ذلك يعني الإصابة بارتفاع الضغط ويتوجب وصف العلاج لخفضه، بالإضافة إلى المتابعة المستمرة لمراقبة ضغط الدم، وإجراء كل الاختبارات الدورية لتجنب المضاعفات.